القائمة الرئيسية

الصفحات

محاولة لفهم الذات وأسباب وجودها"انسان فوق العادة منذ ساعة الولادة_للكاتب محمد العايدي|مبتدأ ميديا

محاولة لفهم الذات وأسباب وجودها"انسان فوق العادة منذ ساعة الولادة_للكاتب محمد العايدي..

محاولة لفهم الذات وأسباب وجودها"فوق العادة منذ ساعة الولادة_للكاتب محمد العايدي|مبتدأ ميديا
الكاتب محمد العايدي ...
"محاولة لفهم الذات وأسباب وجودها"
انسانفوق العادة منذ ساعة الولادة...
المولود السعيد، اختاروا له اسمًا يبعث على الحمد والشكر لله على المكروه قبل المحمود، ولم يكونوا على علم بما يخفي القدر لهذا المولود من ضربات متتالية دون هوادة.
والاسم الذي وقع عليه الاختيار هو الاسم المناسب لنفسية المولود فيما بعد، النفس الحامدة الشاكرة لله على كل الاشياء المحبة لذات الحق العزيز الحكيم "محمد"،  وهذا اسمه وصفته وعقليته؛ عقلية مبنية على حبقضاء الله وقدره. 
ساعة الولادة ورحلة عذاب..
على غير العادة، قررت الأم أن تستعين بالسيدة التي ستعينها على ولادة محمد (الداية)، 
لتقوم الداية بتنفيذ إرادة الله؛ حين أمسكت بعنق محمد عنوة مما أدىَ إلى كسر النخاع الشوكي؛ لتبدأ رحلة المعاناة لهذا المولود الشقي، مرت السنوات حتى بلغ هذا المولود السابعة من العمر، وذات يوم قام الأب المُحب جدًا للطفل الكسيح/ محمد، بتوجيه سؤالًا مصيريًا له (محمد..  تحب تتعلم! ولا تتعالج عشان تعرف تمشي زي باقي العيال؟)، كانت إجابة محمد على سؤال أبيه صادمة للأب عندما اختار محمد دون تردد التعليم! "أنا عايز أتعلم زي إخواتي يا بابا، نفسي أدخل المدرسة" لم يبالِ الأب بإجابة محمد، أو بمعنى أصح برغبته في التعليم، وقام باصطحابه إلى المستشفيات ببعض المحافظات رغما عنه، ليتم إجراء 11 عملية جراحية دقيقة خلال عامين، بائوا كلهم بالفشل، عامان ضاعوا من عمر الكسيح الحامد لله محمد سدى، ظل خلالهما أسير الجبس، الفاجعة القاسمة!
مر عامان آخران دون أن يبحث أحد في سرداب عقل محمد المتأمل بطبيعته! حتى يتعرفوا على الأزمة التي يعيشها الكسيح، تلك الازمة المتولدة من الشعور بالفجوة الكبيرة بين (المرغوب وبين المتاح)! بين الرغبة في رفض الواقع الكسيح الرافض للعجز، وبين واقع مُعيق لا واقعية فيه يفرض نفسه على عقلية محمد المتحررة؛ حدوث هذا التناقض جعل اللاوعي لدى محمد
يصرخ  في البدن العاجز عن الحركة ليلفت نظر الجميع ممن حوله (أغيثوني)، تلك الاستغاثة التي خرجت في صورة نوبات عنيفة جدًا جدًا من (الصرع) الذي عجز الأطباء عن تفسيره، وعلى حسب رواية الأم كانت نوبات الصرع تحدث لمحمد بشكل يومي، وكانت تنتهى النوبة على تبول لا إرادي.. تتمزق الأم وهى ترى طفلها المريض يتعذب بشكل يومي، لتذهب من جديد إلى متخصصين جدد في مجال الأعصاب، ومنهم الدكتور/ سمير الملا. أخصائي الأعصاب المعروف، والذي أفاد هذا الطبيب بتفسير عجيب لحالة محمد حيث قال إن "الطفل محمد سوف يصبح حاد الذكاء، وأن النوبات التى تحدث له هي نوع من الحزن من قِبل العقل على ما يحدث للجسم من عجز وحرمان من أبسط حقوق الحياة"، ونصح الأم وقتها والكلام مازال على لسان الأم بأن تجعله يلتحق بالتعليم كي يستفيد من ذكاءه؛ أما عن الصرع فقال إنه سينتهي مع الوقت، أو بالأحرى مع نضوج الوعي لدى محمد، ( الديباكين ) هو عقار معروف يعمل على علاج نوبات الصرع، ومن المعروف أن الصرع إذا كان مرضًا فلا شفاء منه، ويذكر أن "يوليوس قيصر" عاش مريضًا بالصرع ومات به.. 
فأراد الله عز وجل أن يتناول محمد هذا العقار _الديباكين_ بشكل منتظم، حتى ذهب الصرع بالكاد، وبدون أسباب واضحة أو معروفة!.  
مرحلة تطور التفكير وخلق الدوافع!
كلما تولدت العقبات أمام محمد، كلما زادت الدوافع لديه في أثيات الذات.
عندما بلغ محمد العاشرة بدأت تراوضهُ بعض الأفكار التأملية والأسئلة الوجودية مثل 
"لماذا خلقني الله؟!" وما الحكمة من أن يخلقني على هذه الصورة؟ ظل يبحث ويتأمل دون أن يشعر به أحد من أهله، بحثًا عن إجابات على أسئلته ومن هنا بدأ الظهور الأول لروح الكاتب الجامح الحر بأفكاره، حيث كان يجلس وحده ناظرًا إلى السماء يفكر ويفكر، حتى أنه كان يشعر خلال بعض هذه الخلوة بمن يتحدث إليه! نعم كان يشعر بأصواتٍ تخاطبهُ وتطمئن قلبه كأنها تبشرهُ بأنه حتمًا سيصل إلى شيء ما في يوم من الأيام! منذ هذه اللحظة قرر محمد أن يجلس إلى جوار إخوته وهم يذاكرون محاضراتهم ودروسهم، وكان محبًا لسماع المعلومات حتى أنه كان يحفظ الدروس أسرع من إخوته ويُسمعها أمامهم! فلم يشعرون بأنه يزعجهم أو يعطلهم، بل كانوا يحبون مجالسته إلى جوارهم ويتفاءلون به لأنه يتمتع بهدوء يساعد الجميع على التركيز.. قرر محمد أن يتعلم القراءة حتى لا يزعج إخوته الذين كانوا يشعرون بالضيق من تكرار أسئلته لهم عن معان ترجمة الأفلام الأجنبية، وفي صمت وسرية تامة قام بجمع كتب إخوته وجمع الحرف بجوار الآخر إلى أن وجد نفسه يجيد القراءة بشكل أذهلهم جميعا! عندما بلغ الرابعة عشر من العمر وجد نفسه وهو يختلي بها كعادته تُحدثهُ عن أشخاص وسلوكيات وأسماء لأشخاص افتراضيون! لم يستطع محمد ترجمة هذه الأشياء التي تراوضهُ بشكل أصبح يومي، ولكن عندما بدأ في القراءة والاتطلاع أدرك وقتها أن ما يراوضه يُعد بوادر لبناء أحداث وشخصيات قصصية، ومن العجيب في حياة محمد أنه كان يؤلف أحداث وتفاصيل القصة في رأسه دون كتابة على ورق؛ ذلك أنه لم يكن قد تعلم الكتابة بعد، فكان يروي أحداث القصص التي يكتبها شفهيًا، يحكيها بمنتهى الدقة دون أن يترك تفصيلة واحدة بها تغيب! خلال هذه الفترة كتب محمد عددًا من قصص الأطفال بشكل يبدو للجميع جديد ومختلف، قصصا مثل "القوة والسلام"، "الاتحاد قوة"، "فرفور المغرور"، وغيرها من القصص التى كانت تثير إعجاب كل من استمع إلى أحداثها.. عام 98 جاء القدر من جديد ليضع عقبة جديدة أمام طموح محمد وجموحه الفكري، ذلك عندما انكسر ساقه الأيمن كسرًا مفجعًا حير الأطباء أيضًا ليضيع عامين جديدين من عمر محمد، لاسيما أن الكسر ترك عظمة الساق تخترخ الجلد ليعاني محمد الدماء والصديد المستمران، لاسيما وأن الألم لا يتحمله بشر.. كان يحاول تناسي الآلام الشديدة النفسية والبدنية عن طريق ممارسة هوايته المفضلة (القراءة)، حيث أعز وأوفى صديق له كان ومازال هو الكتاب؛ كان عام 2006 عامًا فاصلًا في حياة/ محمد الكاتب! ظل خلال هذا العام يحاول إقناع والده بأن لديه موهبة الكتابة موهبة حقيقية ليست مصطنعة، ولكن والد محمد صدمه وقتله بالكلمات حين قال: مافيش مؤلف مبيعرفش يكتب بخط إيده، عمري ما هصدق إنك عندك موهبة طول ما إنت مبتعرفش تكتب اللي في دماغك! فما كان من محمد كعادته سوى تجاوز هذه الكلمات المحبطة وجعلها دافع قوي لإثبات الذات! فقال لوالده والغل يملأ وجدانه: بس كدة؟ طب أوعدك يا بابا إني هتعلم الكتابة خلال ثلاثة أسابيع، وخلال الشهر القادم هقدملك أول قصة من تأليفي مكتوبة بخط إيدي! وقد حدث، خلال ثلاثة أسابيع تعلم محمد الكتابة، وفي الأسبوع الرابع أتقنها وقدم للجميع أول قصة بخط يده وهي قصة بعنوان "الإثارة"، ولكن عندما قرر أن يقدمها لوالده حتى يسعد بابنه، وجده رقد رقدة الموت؛ فلم يستطيع الأب قراءة القصة، ورحل الأب قبل أن يقرأ أول أعمال محمد نجله الأديب، فترحل الأم هي الأخرى حزنًا بعده بعام.. كل هذه الضربات ولم يكل محمد المقسوم الحزين أو يمل، بل كان يخرج أحزانه في الكتابة حتى وصل عدد أعماله إلى 100 عمل متنوع ما بين القصة والرواية والمسرحية والمقال والبحث والدراسة، استطاع محمد حسني، أو محمد العايدي الشاب الثلاثيني كتابة كل هذا العدد من الأعمال المتنوعة في زمن قياسي، كما استطاع كتابة جميع أنواع الأدب، كالأدب الأيروتيكي، وهو الأدب الجنسي، وكتابة ديستوبيا الأدب، وهو الأدب السودوي، وغيرها من أقسام الأدب المختلفة من أعمال/ محمد العايدي الروائية "مالك وآدم"، "زائرون من كواكب أخرى"، "زنزانة الخوف"، "حواري مع إبليس"، "عودة الأموات"، "انتظار امرأة"، ورواية "قناع الحرمان"، ومن أعماله المسرحية، مسرحية "فلاح في الميدان" ومسرحية "أنا وأنا" أما على صعيد الدراسة فمن أهم دراساته "اختفاء الله" مناظرة حول قضية الله والعقل "أم المعجزات"، "ذاكرة الروح"،  وعلى  صعيد المقال فقد كتب عددًا كبيرًا من المقالات منها "الملحد المزيف"، أسباب فشل الزواج عن حب "ربنا ولا تحملنا"، "حقيقة الأشخاص" أما على صعيد القصة القصيرة فقد كتب وأعدّ الكثير من القصص القصيرة والمجموعات التي تحتوي عليها، على سبيل المثال "الطريق إلى هرمجدون"، "النسور في الرايات معاني ودلالات"، "الكفن المسحور"، الميتافيزيقا في حياة/ محمد!. كان محمد ينظر إلى إخوته وهم يتنافسون على إتقان اللغات المختلفة وترجمتها، فقرر أن يبحث ويتخصص في مجال مبهم لا يعرفون عنه شيء لكي يتميز عنهم، وقد كان؛ حيث استطاع معرفة قواعد الميتافيزيقا وأساليب البحث عن الحقيقة والعلوم الروحانية، حتى أصبح/ محمد معالجًا روحانيًا ومفسر أحلام ومعالج بالطاقة ومحلل نفسي من خلال الصورة الشخصية، وباحث في لغة الجسد وقراءة الأفكار، ومن أقوال/ محمد العايدي "لكل آداة فعل مادية بجسم الإنسان نسخصة (فيزيقية) مستترة تعمل على تفعيل النسخصة المادية، فإذا كنت تمشي برجلك فهناك إرادة المشي التى تحرك رجلك، وفقدانك للرجل التي تمشي لا يعني أبدًا أنك فقدت إرادة المشي، الإرادة دائمًا هي الباقية، هي الأصل".. كذلك قال: إذا نقص منك جزء من أجزاء جسمك فلا تفكر في استرجاعه، بل فكر في كيفية التعويض عنه بإيجاد الجزء البديل (إرادتك)! ومن أقواله أيضًا: من عجائب الوجود أن خلق الله لنا العادل دنيا، بلا عدل! .ومن أقواله العامية: شيء مؤلم لما تدخل سوق البشر وتلاقي إن أرخص سلعة معروضة للبيع هي إنت! ... تلك كانت قصة معاق متحديًا لنفسه قبل أن يكون متحديًا للإعاقة نفسها؛ إنسان لم يتجاوز في نظر نفسه مرحلة الصفر! فقط  وجد الحياة تعطيه من جديد فرصة أخيرة لكي يكون (إنسان فوق العادة)...  لعلهُ يفهم ذاته ويدرك أسباب وجودها!   
ويبقى السؤال:هل ماحدث لمحمد العايدي يُعد معجزة إلاهية؟ أم ماحدث ليس أكثر من إنعكاس فطري لإرادة إنسان.
تم...
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات