القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة تافتي الواقع والشعور بالذنب_ الجزء الرابع والاخير |مبتدأميديا| علوم وثقافة عامة''

قصة تافتي الواقع والشعور بالذنب_ الجزء الرابع والاخير |مبتدأميديا| علوم وثقافة عامة''
متابعة العراقي صلاح..
إن الجانب الاَخر هو الشجاعة - وهو دليل على عدم وجود الشعور بالذنب ، إن طبيعة الخوف تكمن في اللاوعي ولا ينحصر سببه فقط في المجهود المخيف ولكن في الخشية من العقوبة. إذا كنت أنا "مذنب" فهذا يعني أني عندي القابلية على الموافقة من أجل تلقي العقوبة ، ولهذا أنا خائف. في حقيقية الأمر فإنً الناس الشجعان لم يرتاحوا فقط من عذاب الضمير ، بل ولا يشعرون بأدنى إحساس بالذنب. ليس لديهم ما يخافون بقدر ما أن قاضيهم الداخلي يدعي أنهم على حق في قضيتهم. وعلى العكس تتميز الضحية شديدة الخوف بأنًها تتخد موقفا مختلفا تماما : أنا لست واثقا أني أتصرف بشكل صائب ، ومن الممكن أن توجه إلي تهمة ما ، ومن الممكن أن أنال العقوبة من أي أحد. ويفتح الشعور بالذنب بوابة اللاوعي حتى على أكثر الأشياء المحجوبة عميقا في الذاكرة. إذا كنت تشعر بالذنب فهذا يعني إنك تعتبر ان السارق أو قاطع الطريق له الحق في أن يعتدي عليك وبالتالي فأنت تخاف.

لقد ابتكر الناس طريقة مثيرة للاهتمام من أجل تبدبد فائض الاحتمال - طلب المغفرة ، وهذه الطريقة تعمل حقا ، عندما يحتمل الشخص في نفسه هذا الشعور بالذنب فإنًه يسعى إلى الإمساك بالطاقة السلبية وشحن فائض الإحتمال. وعند طلب المغفرة يحرر الانسان هذا الفائض ويسمح للطاقة بأن تتناثر وتختفي. إن طلب المغفرة والإعتراف بالأخطاء وطلب المسامحة عليها ، هذا كله من وسائل التخلص من فائض الاحتمال الناتج عن الذنب. فإذا تساهل الانسان مع نفسه وتحرر من التهمة التي خلقها هو بنفسه فسوف يشعر بتحسن. لكن يجب التأكد فقط أن التوبة لن تتحول إلى تبعية للمتلاعبين ، فهم يتتوقون انتظارا لهذا. مع طلب للمغفرة فأنت تعترف بخطئك لكي تخفض فائض الإحتمال ، وسوف يسعى المتلاعبين إلى تذكيرك بهذا الخطأ بشكل متكرر من أجل تنشيط الشعور بالذنب لديك والمحافظة عليه. لا تستجب لاستفزازاتهم فيمكنك أن تطلب الصفح عن الخطأ مرة واحدة فقط لا ثانيًة لها. 

إن رفض الشعور بالذنب هو الطريقة الأكثر فعالية من أجل النجاة في الأوساط العدائية : في السجون ، في العلاقات مع العصابات ، في الجيش ، في الشارع. لا عجب أنه في العالم الإجرامي تعمل قواعد غير معلنة مثل : "لا تصدق" ، لا تخف ، لا تسأل". تعمل هذه القواعد على عدم نشوء فوائض الاحتمال. إن الشعور بالذنب هو أساس فائض الاحتمال الذي من الممكن أن يقدم لك خدمات سيئة في الوسط العدائي. يمكنك الحفاظ على أمنك بإظهار قوتك ، هذا سينفعك في العالم الذي يعيش فيه الأقوى ، ولكن هذه الطريقة واسعة النطاق جدا. من الإجراءات التي تؤثر بفعالية أكثر بكثير أن تستـثني قابلية وجود احتمال التعرض للعقوبة من تفكيرك الواعي. وكمثال على ذلك يمكن ذكر المثال التالي : في الاتحاد السوفياتي السابق كان يتم تعمد سجن المعتقلين السياسيين مع المجرمين لكسر إرادتهم. لكن الذي حصل أن العديد من المعتقلين السياسيين بكونهم شخصيات غير متواضعة لم ينجوا فقط من أن يصبحوا ضحايا البلطجة لكنهم حصلوا على مراكز رفيعة بين المجرمين. إن الحقيقة أن الاستقلال الشخصي والمزايا الحسنة تُقدر أثمن من القوة ، فالقوة الجسدية موجودة عند الكثيرين ولكن قوة الشخصية هي ظاهرة نادرة. إنها المفتاح لاحترام الذات في غياب الشعور بالذنب. إن قوة الشخصية الحقيقية لا تكمن في القدرة على القبض على رقبة شخص ما ، بل في قدرة هذه الشخصية على أن تبقى خالية من الشعور بالذنب. 

يقول الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف : "إني أعصر قطرات العبودية من نفسي". أكدت هذه العبارة على الرغبة في التخلص من الشعور بالذنب. التخلص يعني الصراع لكن في الترانسيرفنغ ليس هناك مكان للصراع والعنف ضد الذات. من المفضل التصرف بطريقة أخرى : الرفض بمعنى الاختيار ، لا تعصر نفسك لتخرج منها الشعور بالذنب ، يكفي أن تسمح لنفسك بالحياة وفقا لعقيدتك الخاصة ، لا أحد لديه الحق في محاكمتك ، لديك الحق في أن تكون على طبيعتك. إذا كنت تسمح لنفسك أن تكون على طبيعتك فإنً الحاجة إلى إيجاد الذرائع تتحطم والخوف من العقاب يندثر ، وعندها سيحدث شيئ مدهش حقًا : لن يجرؤ أحد على الإساءة إليك ، وحيثما كنت موجودا : في السجن ، في الجيش ، في عصابة ، في العمل ، في الشارع ، في المقهى ، في أي مكان. لن تقع ابدا في موقف يمكن فيه لأحدهم أن يهددك باستخدام العنف. بينما سيعاني الاَخرون في بعض الأحيان من العنف بشكل أو باَخر فإنًك لن تتعرض لذلك. لانك طردت الشعور بالذنب من تفكيرك اللاواعي وبالتالي فإنً سيناريو العقاب ببساطة غير موجود على خطوط الحياة الحالية.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات